قصيدة البُردةِ المباركة للبوصيري
بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين
هو الشيخ الإمام العالم العلامة حُجّة الأدب لسان العرب قدوة الأنام بقية السلف الكرام شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد البوصيري رحمه الله تعالى كان من علماء القرن السابع الهجري، شاعرًا أديبًا مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصائد كثيرة، منها القصيدة المسماة "بالبُردة" وسبب إنشائه لهذه القصيدة أنه أصيبَ بفالج أبطل نصفه فشلَّ نصف بدنه فأقعده الفراش، ففكر بإنشاء قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل ويستشفع به إلى الله عزّ وجلّ فعمل هذه القصيدة التي مطلعها: "أمِنْ تذكر جيران بذي سلم مَزَجْتَ دمعًا جرى من مُقلة بدم" ثم نام فرأى في منامه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم فمسح عليه بيده المباركة فقام من نومه وقد شفاه الله تعالى وعافاه.
مولد البوصيري ونشأته
وُلد البوصيري في الأول من شوال من عام 608 هجري، الموافق 7-3-1213م، في قرية "دلاص"، وهي إحدى قرى محافظة بني سويف في صعيد مصر، ويعود نسبه إلى قبيلة صنهاجة، وهي من إحدى قبائل البربر الأمازيغية في صحراء جنوبي المغرب، وقد نشأ البوصيري في قرية بوصير، حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو لا يزال طفلًا صغيرًا، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة القاهرة ليستكمل مسيرته في تلقي علوم اللغة والأدب.
بردة البوصيري
تُعد بردة البوصيري من أجمل القصائد التي كُتبت في مديح النبي عليه الصلاة والسلام، وهي ما زالت حتى وقتنا هذا تحتل مكانة أدبية فريدة ورفيعة بين جميع القصائد التي تم نظمها في هذا المجال، وقد حظيت بالاهتمام الشديد من قِبل الأدباء والعامة على حدِّ سواء، فقد تغنى بها الناس في الموالد، ومجالس التصوّف، والأذكار، والمناسبات الدينية، أما العلماء والأدباء فقد عكفوا على شرح وتحليل أبياتها، كما تأثر بها الكثير من الشعراء وساروا على نهجها في أشعارهم، وقد اكتسبت البردة كذلك أهمية كبيرة وشهرة خالدة في الآداب العالمية، ودليل ذلك هو ترجمتها إلى عدة لغات، مثل: الألمانية، والإنجليزية، والفرنسية، واللاتينية، والتركية، والفارسية، وغيرها.
امتازت البردة بالعديد من الخصائص الفنية التي جعلتها في المقدمة في مجال المديح النبوي والشعر الصّوفي، منها: قوة الأسلوب، وحسن الصياغة، وجودة المعاني، وجمال التشبيهات، وروعة الصور، وقد عرفت بعدة أسماء مختلفة منها: الكواكب الدُّرية في مدح خير البريَّة، والبُرْءة، والشَّدائد، وهي تتكون بشكلٍ أساسي من 160 بيتًا، مقسمة إلى ثلاثة أجزاء من حيث الشكل، وهي:[٦]
🖤❤النَّسيب النبوي، ويعني الاشتياق الشديد للمدينة المنورة التي عاش فيها النبي عليه الصلاة والسلام معظم حياته، وفيها قبره، كما ذكر البوصيري في هذا الجزء بعض من الحكم التي تحذر من الحياة الدنيا، واتباع أهواء النفس.
❤🤍مدح النبي عليه الصلاة والسلام، وعرض سيرته المعطّرة منذ مولده وحتى وفاته، مع ذكر معجزاته، وخصائصه، وهذا الجزء هو غرض القصيدة.
🤍❤اعتراف الشاعر بذنوبه، وطلب العفو عنه.